أمسية رائعة كانت تلك المخصصة للمقهى الأدبي في 27 كانون الثاني 2010 والتي كان ضيفها شارل اندرلان بمناسبة صدور كتابه الجديد "العميان الكبير" عن دار النشر ألبان ميشيل، 2009. قدم وأدار الأمسية بنجامان بارث مراسل صحيفة الليموند الفرنسية في رام الله. استمرت الأمسية لأكثر من ساعتين بحضور جمهور يقظ ومتحمس جدا للمعلومات التي قدمها مراسل المحطة التلفزيونية فرانس 2، الشخصية الأسطورية التي نشاهدها منذ عدة سنوات وبشكل دائم في نشرة أخبار الساعة الثامنة مساء. يعتبر شارل اندرلان قارئ جيد للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، هو الراوي الموهوب وهو الصوت.
بفضل تحاليله السياسية ورواياته الذكية والوثائق وتقاريره التلفزيونية الخاصة، استطاع الصحفي أن يبين كيف أن إسرائيل لم تتوقع صعود تطرف حماس وحصولها على السلطة فقط ولكن أيضا كيف أن الحكومات المختلفة والجيش والموساد أيدوا حزب احمد ياسين ضد منظمة التحرير الفلسطينية. سوء في التقدير أدى ولا يزال يودي إلى دفع ثمن غالي جدا.
قام الجمهور بإدارة نقاش حامي الوطيس وعلى مستوى من المسئولية، طُرح خلالها أسئلة كان من بينها ما يتعلق بالعواقب الوخيمة للاحتلال بل ميكافيليته ، مرورا بسؤال منهجي حول أهمية الأرشيف الذي نشر بواسطة الموساد الإسرائيلي وصولا إلى انتقادات شديدة تفضل رؤية حماس تتطور بشكل طبيعي على المسرح السياسي الفلسطيني خيرا من المفارقات التاريخية التي تلاعب بها الجيش الإسرائيلي.
كانت ملاحظات مهمة تلك التي ذكرت في هذا اللقاء، ولكنها في الوقت نفسه كانت لبقة وتنسجم مع هذه السمة الحضارية للثقافة الفلسطينية التي تتسم بالانفتاح. الصور : هاله كيله، إحدى منظمي المقهى الأدبي بالتعاون مع محي الدين عرار
الأحد، ٣١ يناير ٢٠١٠
المقهى الأدبي مع شارل اندرلان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق