الثلاثاء، ١٣ أكتوبر ٢٠٠٩

رسم محمود درويش للفنان إيرنست بيغنون- إيرنست

حلّ الفنان الفرنسي اللامع، إيرنست بيغنون- إيرنست، ضيفا على مؤسسة القطان خلال شهر أيار/ مايو 2009، وذلك بدعوة من المركز الثقافي الفرنسي في رام الله، الأمر الذي سمح له بإنجاز أعماله الفنية التي تدور حول شاعر فلسطين الكبير محمود درويش، حيث قام برسم صور ضخمة ومدهشة للشاعر.
هذه المبادرة ليست غريبة على هذا الرسام الكبير الذي يركز قي أعماله على الشعر والشعراء واكبر مثل على ذلك ما قام به من أعماله حول رامبو بالتأكيد، ولكن أيضا حول جان جينيه، وبيير باولو باسوليني، وبابلو نيرودا أو روبرت ديسنو... كما يركز أيضا، والى حد ما، على ما يعروف بالتحليل البنيوية للاسطورة.....
العمل لدى ايرنست بيغنون- إيرنست ليس الرسم بحد ذاته، وإنما السياق الخاص الذي يضع به العمل والذي يعطيه معنى خاص ومختلف، وبالتالي يبقى الأثر الوحيد له هي الصور التي يقوم برسمها. وضع صور محمود درويش في إيطار معين كان شيئ مهم في حد ذاته: فقد رأينا إيرنست يلصق الصور بالتأكيد في مدينة رام الله، مقر إقامة الشاعر أثناء وجوده في فلسطين وكذلك في مركز خليل السكاكيني حيث كان مكتبه، كما فوق الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي للمدينة، في السوق الرئيسي، على محطة الباصات، وفي ساحة المنارة وعلى جدران مخيم الأمعري وفي رام الله التحتة...
في نابلس كان إختياره للبلدة القديمة حيث شاركت صورة محمود درويش صورة الشهداء على احدى جدران المدينة. لاقى الفنان حفاوة بالغة من قبل الجمهور الذي كان يقابله بالتصفيق في كل مرة كان يلصق رسما من رسوماته. أما في بيت لحم فنجد رسوماته في مخيم عايدة وعلى الحائط الذي يحيط بقبر راحيل. وفي أبوديس، لصقت صور مؤثرة فوق البنايات المدمرة، مثل جدار الفصل، وفوق بعض المناظر الطبيعية القوية والشاعرية. صادفنا أيضا محمود درويش على حاجز قلنديا عند مغادرتنا الأراضي وإلتقينا به أيضا في كيبوتس اهيهود بالقرب من مدينة عكا المقامة على أنقاض قرية الشاعر والمسماه "البروة" حيث يقبع رسم الشاعر الأن على أحدى الصخور المنبسطة : كما لو كانت تعيد رفاته الى الأرض التي أحب أن يدفن بها.
تتسم شخصية الفنان إيرنست بيغنون- إيرنست بالإيمان والإلتزام العميق بالقضية ، حيث جذب نحوه كافة الأشخاص الذين قابلهم خلال فترة إقامته في رام الله. لم يفت الشاعر في غمره شهرته الواسعة من التفكير بالشعر الشاب، مشيرا الى أن التقافة التي أنجبت شاعرا كبيرا كمحمود درويش لا بد لها وان تنجب اصواتا كبيرة أخرى ، فقد عمل مع المركز الثقافي الفرنسي في رام الله، على عقد لقاء في بيت الشعر في باريس وعلى نشر أنثولوجيا للعشرات من الشعراء الفلسطينيين الشباب المعاصرين عند احدى دور النشر الفرنسية الكبيرة،....
لا يسعني في النهايه إلا أن اقول : شكرا سيد إيرنست بيغنون- إيرنست....
الشركاء : مؤسسة القطان
الصور : إيرنست بيغنون – إيرنست و لوسيا كريستينا إيسترادا موتا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق