

كان معرض " بناء" نتاج ثلاث أعوام من العمل الذي قام بإعداده الفنان بتريك غاليه عن فلسطين، ثلاث أعوام قضى منها الفنان سبعة شهور في فلسطين. الرهان العاطفي المتمثل في هذا المعرض كان كبيرا. "بناء" هو مثل رائع "للتوثيق الفوتوغرافي"، حركة وأسلوب هدف منهما بتريك، الى وضع البعد الإنساني في مقدمة أعمله . إذا كانت صور بتريك خالية، في معظمها، من الوجود الإنساني، فهذا يعود الى كونه يعبر عن الإشياء بطريقة مختلفة وفي بعض الأحيان مع كثير من القوة : يظهر ذلك في تشابك حديد البناء الذي لم يكتمل بعد أو في صورة مقعد فارغ ومتّقوص بعض الشيئ أ وفي لوحة إعلانات قديمة أو في مسرح مغلق يكسوه الغبار أو في منظر أكوام من الحجارة على طريق مقفرة بالقرب من بيت شُيّد من الحجارة.... فهو يسرد مصير شعب بمأسيه وبأماله وبإمكانياته.... أو كيف يسجل ما قد تم بناءه بالرغم من الحرب ومن الإحتلال.
نحن نتحدث هنا، ودون أدنى شك، عن شكل قوي وجميل من أشكال المقاومة. حاز المعرض نجاحا كبير وعلى تقدير عالي قبل الجمهور الفلسطينيي، رغم لعقبات والصعوبات أحيانا، في إنجازه : هذا الإجماع كان ليعلن أن بتريك غاليه قد أدرك بشئ من العمق الطريقة التي يتم العمل بها هنا.
قامت بلدية رام الله، شريكتنا الحميمة، بإحتضان المعرض في قاعات المحكمة العثمانية المخصصة للنشاطات اللاصفية، مما أتاح الفرصة لتنظيم زيارات لطلبة المدارس المختلفة لمشاهدته.
أخيرا وليس أخرا، فقد إنتهز المركز الثقافي الفرنسي فرصة وجود بتريك، ليعرض عملأ أخر خاصا به وهو عبارة عن صور مرسلة منه الى أصدقائه كبطاقة تذكارية من بلد قضى بها إجازته. لكن الشعر أبى إلا أن يشاركنا في هذا المعرض : "18 ملاحظة صغيرة ملونة" نجدها ترافق البطاقات المعروضة.
أبى بتريك أثناء وجوده هنا، إلا ان يقدم خبراته للمهتمين في هذا المجال فقام بتظيم العديد من الدورات حول التصوير بإستخدام اشعة الشمس عبر علب متقوبة، وكذلك بعقد لقاءات بهدف إنشاء قسم للتصوير في جامعة النجاح في نابلس كما إجتمع مع زملاء المهنة في لقاء عمل وتعارف.
الشريك : بلدية رام الله
للمزيد من الصور أنظر /http://www.patrick-galais.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق