
من خلال قصة "بيارة برتقال" تقع بالقرب من يافا، حيث ينبت البرتقال ويثمر ويقطف من أجل تسويقه في كافه أنحاء العالم، ترسم المخرجة صورة للتاريخ الذي مضى والذي لا يزال ماثلا إلى اليوم في هذه البقعة من الأرض المقدسة: تروي قصة المالكين القدماء سواء الذين باعوا جزء من أرضهم أو الذين ابقوا عليها والتي تمت مصادرتها من قبل الكيبوتس، كما تروي قصة القرى المدمرة في العام 1951 على أيدي الجيش الإسرائيلي، وقصة اللاجئين، والإنتاج الزراعي الحالي من البرتقال الذي يقوم بأعبائه عمال الزارعة الفلسطينيون بأجور زهيدة ويتعرضون إلى معاملة سيئة. تتحدث عن العمال الناجون والباقون والذين تلاشوا كالظل.... قصة الأرض المقدسة من نهاية القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا والتي دمغت بقيام الحركة الصهيونية وبالاحتلال البريطاني وبقيام دولة إسرائيل وما تبعه من فقدان للأرض وبالتالي إلى فقدان تدريجي للأمل، ممكن وبالنسبة للفلسطينيين دمغت بهذا التعايش ألقصري مع الأخر الذي يراه البعض ممكنا ولكنه غالي الثمن... أظهر هذا الفيلم بكل ذكاء وألمعية واحترام للمشكلة ودقة، هذه الصفات التي تتسم بها جاكلين غيستا، كيف أن هذا الجزء الصغير من الأرض قد روى تاريخا طالما أثر في أحداث القرن العشرين وسيبقى يؤثر في أحداث القرون التالية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق